علائم ظهور صاحب الزمان ع – السادسة: خروج السيد الحسني

 خروج السيد الحسني، وهو شابّ حسن الوجه يخرج من ناحية الديلم وقزوين، وينادي بصوتٍ عالٍ: أغيثوا آل محمّد فانّهم يستغيثونكم، وهذا السيد على الظاهر من ولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، ولا يدعي الباطل ولا يدعو الناس لنفسه، بل هو من الشيعة الخلّص للأئمّة الاثني عشر، ويتّبع الشريعة الحقّة ولا يدّعي النيابة والمهدويّة ولكنه رئيس مطاع.

وتمتلئ الأرض كفراً وظلماً حين خروجه، والناس في ضيق وأذىً من قبل الظالمين والفاسقين، وهناك جمع من المؤمنين مستعدّين لدفع ظلم الظالمين، فهنالك يستغيث السيد الحسني لنصرة دين آل محمّد عليهم السلام، فيعينه الناس وتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوز وأيّ كنوز ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب.(20)

فيكثر حينئذ أعوانه، ويحكم فيهم حُكمَ سلطان عادل، ويغلب أهل الظلم والطغيان رويداً رويداً، ويمحو الأرض من لوث الظالمين والكافرين، ولمّا يصل إلى الكوفة مع أصحابه يُخبر بأنّ المهدي عليه السلام قد ظهر وجاء من المدينة إلى الكوفة، فيجيء السيد الحسني مع أصحابه إلى الحجة عليه السلام، ويطلب منه دلائل الإمامة ومواريث الأنبياء.

قال الإمام الصادق عليه السلام: ولم يرد ذلك الاّ أن يُري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه.(21)

فيريه عليه السلام دلائل الإمامة ومواريث الأنبياء، فيبايعه حينئذٍ السيد الحسني وأصحابه الاّ القليل منهم، وهم أربعة آلاف نفر من الزيدية، حاملين المصاحف على أعناقهم، وينسبون كلّ ما رأوه من الإمام عليه السلام من الدلائل والمعاجز إلى السحر، ولا تؤثّر فيهم نصيحة الإمام واظهار المعاجر، فيمهلهم ثلاثة أيّام، ثم يأمر عليه السلام بضرب أعناقهم بعد إبائهم عن قبول الحق، وحالهم كحال خوارج نهروان الذين كانوا في جيش أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين.

 

الهوامش

(20) البحار 53: 15/ باب 25. (21) البحار 53: 16/ باب 25.

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *