مع الحديث وأسانيده
إن حديث “نزول القرآن على سبعة أحرف” متواتر لدى بعض الفرق من المسلمين1، ولا يكاد يخلو منه أي من المجاميع الحديثية المعتبرة عندهم، ولذا فلم نجد أحداً منهم يحاول أن يستشكل في سند الحديث إن لم نجد من يصر على صحته وتواتره.
قال السيوطي: ورد حديث “نزول القرآن على سبعة أحرف” من رواية جمع من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب – إلى أن قال: – هؤلاء أحد وعشرون صحابيا، وقد نص أبو عبيدة على تواتره2.
وقال الطبري: كانت الأخبار قد تظافرت عنه…ثم ذكر أحاديث كثيرة تصل إلى خمسين حديثا في ذلك3.
وعن الحافظ أبي يعلى في مسنده الكبير: إن عثمان قال يوماً وهو على المنبر: أذكر الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله قال: “إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف” لما قام، فقاموا حتى لم يحصوا، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: “أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف” فقال عثمان: وأنا أشهد معهم4.
نص الحديث كما ورد من طرق الفريقين
1- ما رواه البخاري قال: حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أقرأني جبرائيل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده حتى انتهي إلى سبعة أحرف5.
2- ما رواه البخاري أيضاً عن سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم6 يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فاستمعت لروايته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وآله، فكدت أساوره7 في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه8 فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرسله، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك أنزلت، إن هذا القرآن انزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه9.
3- ما رواه العلامة المجلسي رحمه الله عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى للإمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال: “هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب“10.
ما المراد من الأحرف؟
إن معرفة المراد من الأحرف هو المهم هنا، ولقد طال الجدال حول ذلك، وتشعبت وكثرت الأقوال، حتى قيل: إنها ربما تبلغ أربعين قولا، كما في الإتقان.
والمشهور منها هو ما لخصه شيخ الطائفة في مقدمة تفسيره التبيان حيث قال: واختلفوا (يعني أهل السنة) في تأويل الخبر، فاختار قوم أن معناه: على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال.
وقال آخرون: نزل القرآن على سبعة أحرف، أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكما في تحليل وتحريم…وكانوا مخيرين في أول الإسلام في أن يقرأوا مما شاؤوا منها، ثم أجمعوا على حدها.
وقال آخرون: نزل على سبعة لغات من اللغات الفصيحة، لأن القبائل بعضها أفصح من بعض.
وهو الذي اختاره الطبري.
وقال بعضهم: على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن، لأنه لا يوجد حرف قرئ على سبعة أوجه.
وقال بعضهم: وجه الاختلاف في القراءات سبعة، لأنه إما في إعراب الكلمة وبنائها مع تغاير المعنى أو اتحاده، وإما في الكلمة مع بقاء الصورة واختلاف المعنى، أو اختلاف الصورة واتحاد المعنى، أو تغايرهما معنى، فهذه خمس صور في منشأ الاختلاف.
السادس: الاختلاف في التقديم والتأخير، نحو قوله ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾11 أو جاءت سكرة الحق بالموت.
السابع: الاختلاف بالزيادة والنقصان.
انتهى ما نقلناه من التبيان ملخصا.
هذا، ولا يخفى أن منشأ اختلاف الصحابة الجامعين للقرآن – كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب في بعض الآيات – هو أنهم قد استقر في نفوسهم أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وفسروا ذلك بسبع لغات مترادفة، فاختار منها كل حسب ميوله .
وقد أخرج أحمد والطبراني من حديث أبي بكر عن ابن مسعود أن جبرائيل قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، وقال ميكائيل: استزده، حتى بلغه سبعة أحرف.
قال: كل شاف ما لم تخلطه آية عذاب برحمة، أو رحمة بعذاب.
قال السيوطي: أسانيدها جياد12.
وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ ﴿كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ﴾13: “مروا فيه” و”سعوا فيه”.
وعن ابن مسعود أنه كان يقرأ ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا﴾14: “أمهلونا” و”أخرونا”15.
وعنه أنه قرأ “وتكون الجبال كالصوف المنفوش” بدل ﴿كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾16.
وقرأ: ” إني نذرت للرحمن صمتا ” بدل ﴿صَوْمًا﴾17.
وقرأ: “إن كانت إلا زقية واحدة” بدل ﴿صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾18.
وعن الزمخشري: إنه فسر في قوله تعالى ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا﴾19 باليمينين، لأن ابن مسعود قرأ: “فاقطعوا أيمانهما”.
وعن مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف، حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: “أو يكون لك بيت من ذهب”20.
وعن الأعمش قال: قرأ أنس هذه الآية: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾، فقال له بعض القوم: إنما هي ﴿وَأَقْوَمُ﴾21 فقال: أقوم وأصوب وأهيأ واحد22.
وبعد كل ذلك نعرف أن ابن مسعود والذين هم على رأيه يفسرون الحرف في رواية “نزل القرآن على سبعة أحرف” باللغة، أي نزل القرآن على سبع لغات. وبه قال الفيروز آبادي في القاموس وابن الأثير في نهايته، حيث جاء فيهما:
وفي الحديث قال صلى الله عليه وآله: نزل القرآن على سبعة أحرف، أراد صلى الله عليه وآله بالحرف اللغة، ثم قالا: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، بل معناه: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن.
وهذا كما ترى يدل على أن الأحرف السبعة كانت قد عبرت عصر عثمان مع أنهم يقولون: إن عثمان قد جمع الناس على قراءة واحدة. ويدل عليه:
ما رواه البخاري من أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربايجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف فننسخها، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف – إلى أن قال: – ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق23.
قال العسقلاني في شرح هذا الحديث: وفي رواية عمارة بن خزية: أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس، قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أبي ابن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفر بعضهم بعضا24.
فيستفاد من هذا الحديث أن عثمان قد جمع المسلمين على قراءة واحدة، فقضى على الألفاظ المترادفة التي استحدثها ابن مسعود ومن قال بمقالته، ولم يبق منها شئ.
ولعمري أن هذه النظرية – نظرية القراءة بالمعنى كما قيل – كانت أخطر نظرية في الحياة الإسلامية، لأنها أسلمت النص القرآني إلى هوى كل شخص يثبته على ما يهواه25.
وواضح أن تخيير الشخص أن يأتي من تلقاء نفسه بمرادفات لكلمات القرآن أو بما لا يخالفه يستلزم وقوع الريب في القرآن العزيز. وقد قال الله تعالى ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾26.
فعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ونظراؤهما قد أخطأهم التوفيق في تفسير حديث “نزول القرآن على سبعة أحرف” ثم تجويزهم للمسلم تبديل كلمات الله بما يراد منها، أو بما لا يخالفها.
فلابد من القول بأن معنى حديث “نزول القرآن على سبعة أحرف” ليس هو ما فهموه وذهبوا إليه، فما هو ذلك المعنى يا ترى؟ أهل البيت عليهم السلام وهذا الحديث: ولا يوافق الأئمة المعصومون على هذا التفسير الشائع لسبعة أحرف، وقد سئل الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام عما يقوله الناس من أن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال: كذبوا – إلى أن قال: – ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد27.
وروى ثقة الإسلام الكليني بسنده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة28.
ومن المعلوم أن الاختلاف المشار إليه في عصره عليه السلام هو الاختلاف في القراءات الموروثة عن ابن مسعود وأمثاله، فالإمام إذا يكذب هذا النحو من الاختلاف.
قال الفقيه الهمداني – بعد نقله حديث التكذيب هذا -: ولعل المراد بتكذيبهم تكذيبهم بالنظر إلى ما أرادوه من هذا القول مما يوجب تعدد القرآن، وإلا فالظاهر كون هذه العبارة صادرة عن النبي صلى الله عليه وآله، بل يدعي تواتره29.
ومن الواضح أنه إذا صدر عن العترة عليهم السلام قولا فالواجب على كل مسلم هو الأخذ بقولهم وأتباعهم وطرح كل الأقوال التي تخالفهم، كيف وقد قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله بكتاب الله المجيد، كما في الحديث المتواتر عنه: يا أيها الناس، إني تركت فيكم الثقلين ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
قال العلامة السيد شرف الدين في المراجعات: والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة، وقد صدع بها رسول الله صلى الله عليه وآله في مواقف له شتى30، انتهى.
وقد جمع الفاضل الوشنوي طرق الحديث في رسالة خاصة نشرتها دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة.
إذا، فلابد من الرجوع إليهم والاعتماد عليهم في معرفة المراد من حديث سبعة أحرف، فنجد أمامنا مما نقل عنهم ما يلي:
1 – روى العلامة المجلسي بسنده عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم، قال: فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال: “هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب“31.
قال الفيض الكاشاني رحمه الله في مقدمة تفسيره: إن هذا نص في البطون والتأويلات.
2 – ما رواه أيضا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: تفسير القرآن على سبعة أحرف منه ما كان ومنه ما لم يكن بعد، ذلك تعرفه الأئمة32.
فالذي يستفاد من هذين الحديثين هو أن المراد من الأحرف السبعة هو الوجوه التي ترجع إلى معاني كلام الله وتأويلاته، وهذه المعاني سبعة إن كان المراد بالسبعة نفس معناها الأصلي، وإن كان المقصود بالسبعة هنا الكناية عن الكثرة في الآحاد – كما يكنى بكلمة سبعين عن الكثرة في العشرات – فيكون المراد هو أن القرآن نزل على حروف كثيرة آحادها.
وربما يستشهد لهذا المعنى الثاني بما رواه في بحار الأنوار عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله، لكن لا تبلغه عقول الرجال33.
الفرق بين هذا التفسير وغيره
وتفسير الحرف بالوجه ربما نجده في كلام كثير من العلماء، فراجع الإتقان للسيوطي، ومناهل العرفان للزركشي، في هذا الباب، قال في هذا الأخير: القول التاسع – أي في معاني الأحرف – وهو أن المراد بـ”الأحرف السبعة” السبعة أوجه من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعنى واحد…وهذا القول منسوب لجمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان، وابن وهب، وابن جرير الطبري، والطحاوي34.
ولكن ثمة فرق بين تفسير هؤلاء وتفسير الأئمة عليهم السلام، فإن الأئمة قالوا بأن المراد هو سبعة أوجه من المعاني، وهؤلاء قالوا بسبعة أوجه للألفاظ المختلفة، وإن اتفقوا على تفسير الحرف بالوجه.
ويؤيد هذا الذي ذهبنا إليه تبعا لأئمة أهل البيت عليهم السلام في تفسير الأحرف السبعة ما رواه ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره عن أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: “انزل القرآن على سبعة أحرف” فالمراء فيه كفر – ثلاث مرات – فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه.
حيث إن المستفاد من هذا الحديث هو أن السبعة أحرف هي في المعاني لا في الألفاظ.
فتلخص: أن القرآن أنزل على سبعة وجوه من المعاني والتأويلات، لكن لا تبلغ العقول إلا الأقل منها، ولابد من الرجوع إلى الراسخين في العلم في الأكثر.
والظاهر أنه مأخوذ من الحرف وهو الطرف والجانب، وكأن للألفاظ القرآنية جوانب وأطرافا، أي معاني كلها محتملة احتمالاً قريباً، وهذا النحو من الاستعمال شائع في اللغة الفارسية، فيقولون: إن كلامه “دو پهلو است” أي أنه ذو معنيين محتملين احتمالا قريبا، يساوي أحدهما الآخر في الظهور.
حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف بالمعنى الذي قلناه
وأما وجه الحكمة في نزول القرآن كذلك فلعله هو الذي أشار إليه محمد عبده عند حديثه عن الحكمة في وجود المتشابه في القرآن حيث قال: إن وجود المتشابه في القرآن كان حافزا للعقل المؤمن إلى النظر كي لا يضعف فيموت، فإن السهل الجلي جدا لا عمل للعقل فيه، والعقل أعز القوى الإنسانية التي يجب تربيتها35.
أو غير ذلك من وجوه الحكمة التي لا تبلغها العقول.
وبعد كل هذا فلا يبقى مجال للإشكال بأنه إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يريد السعة للأمة فكيف منعها عثمان من ذلك وأمر بقراءة واحدة وأحرق كل ما عداها؟ مع أن الأمة كانت بعد الرسول صلى الله عليه وآله بحاجة إلى التوسعة.
ولا يبقى مجال أيضا للإشكال الآخر وهو: أن ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وآله من أنه قال: “إن أمتي لا تطيق ذلك إذا قرأوا بحرف واحد” لا يتلائم مع ما جرى بعد عثمان، حيث إن الأمة قد أطاقت ذلك وكان لها ميسورا، وتلقته منه بالقبول.
فإن هذين الإشكالين يردان على تفسيرات غير الأئمة لحديث نزول القرآن على سبعة أحرف، أما وقد عرفنا التفسير الحقيقي لهذه الكلمة عن أهل بيت العصمة فلا يبقى ثمة إشكال، والحمد لله المتعال.
*بحوث في تاريخ القرآن وعلومه، آية الله السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط1، ص27-36.
1- الإتقان: ج 1 ص 46.
2- راجع مقدمة تفسير الطبري: ج 1 ص 19.
3- مناهل العرفان: ج 1 ص 132.
4- صحيح البخاري: ج 6 ص 227.
5- هشام بن حكيم بن حزام الأسدي: له ولأبيه صحبة ، وكان إسلامهما يوم الفتح ، وكان لهشام فضل ، ومات قبل أبيه ، وليس له في البخاري رواية. (راجع فتح الباري: ج 9 ص 22).
6- أي آخذ برأسه.
7- أي جمعت عليه ثيابه عند نحره وصدره لئلا ينفلت مني.
8- صحيح البخاري: ج 6 ص 227.
9- بحار الأنوار: ج 92 ص 83 ، والآية 39 من سورة ص.
10- في بحث “القراءات السبع” من هذا الكتاب.
11-ق: 19.
12- البقرة: 20.
13- البقرة: 20.
14- الحديد:13
15- الإتقان: ج 1 ص 48.
16- القارعة:5
17- مريم:26
18- يس: 29 و 53.
19- المائدة:38
20-التمهيد في علوم القرآن: ج 1 ص 317 و 318.
21- المزمل:6
22- صحيح البخاري: ج 6 ص 226.
23- فتح الباري: ج 9 ص 14 و 15.
24- مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: ص 107.
25- يونس: 15.
26- الكافي: ج 2 ص 606 كتاب فضل القرآن.
27- الكافي: ج 2 ص 606 كتاب فضل القرآن.
28- مصباح الفقيه للهمداني: ص 274 كتاب الصلاة.
29- المراجعات: المراجعة 8 ص 19.
30- بحار الأنوار: ج 92 ص 83 ، والآية 39 من سورة ص.
31- المصدر السابق: ص 98.
32- المصدر السابق: ص 100.
33- مناهل العرفان: ج 1 ص 167.
34- راجع مجلة الهادي: السنة الخامسة العدد 3 ص 33.
35- وسائل الشيعة: ج 10 ص 271 ب 8 من أبواب المزار.