وقد ألّف محمّد بن يوسف الشافعي صاحب كفاية الطالب من علماء العامة، كتاباً حول ظهور المهدي عليه السلام وصفاته وعلاماته يشتمل على خمس وعشرين باباً وقال: (انّي جمعت هذا الكتاب) وعريته عن طرق الشيعة تعرية تركيب الحجة إذ كلّ ما تلقته الشيعة بالقبول وإن كان صحيح النقل، فانّما هو خريت منارهم،(10) وخدارية ذمارهم،(11) فكان الاحتجاج بغيره آكد.(12)
وورد في كتاب شرح السنة للحسين بن سعيد البغوي _ وهذا الكتاب من الكتب المشهورة المعتبرة عند العامة، وعندي نسخة قديمة منه كتب فيها اجازات علمائهم _ خمسة أحاديث في أوصاف المهدي عليه السلام رواها عن صحاحهم، وروى الحسين بن مسعود الفرّاء في المصابيح (المتداول اليوم في أيدي العامة) خمسة أحاديث في ظهور المهدي عليه السلام.(13)
ونقل بعض علماء الشيعة (156) حديثاً من الكتب المعتبرة للعامة حول المهدي عليه السلام، وورد في الكتب المعتبرة للشيعة أكثر من ألف حديث حول ولادة المهدي عليه السلام وغيبته، وانّه الإمام الثاني عشر من نسل الإمام العسكري عليه السلام.
وأكثر هذه الأحاديث مقرونة بالإعجاز؛ لانّ فيها الإخبار بالأئمة الاثني عشر إلى خاتمهم، وخفاء ولادته، وانّ له غيبتين الثانية أطول من الأولى، إلى غير ذلك من الخصوصيّات وقد تحقق جميعها في عالم الواقع، مع أنّ الكتب المشتملة على هذه الأخبار ألّفت بسنين قبل تحقق هذه العلائم، فهي مع غضّ النظر عن تواترها تفيد القطع واليقين من أكثر من جهة.
وكذلك اطلاع جمع كثير على ولادته، ورؤية كثير من الثقات والأصحاب له عليه السلام منذ ولادته إلى زماننا هذا وهو زمان الغيبة الكبرى، فهذا كلّه ورد في كتب الخاصة والعامة المعتبرة، كما سنشير إليه فيما بعد إن شاء الله.
وأورد صاحب الفصول المهمة، ومطالب السؤول، وشواهد النبوة، وابن خلكان، وجمع كثير من المخالفين في كتبهم روايات ولادته عليه السلام وسائر خصوصيّاته التي روتها الشيعة، فكما انّ ولادة آبائه الطاهرين معلومة فولادته أيضاً معلومة، واستبعادات وإشكالات المخالفين حول طول غيبته، وخفاء ولادته، وطول عمره الشريف، لا تقوى على ردّ البراهين القاطعة الثابتة، فهم مثل كفّار قريش الذين نفوا المعاد بمجرد تشكيكهم في احياء العظام وهي رميم مع وقوع أمثاله في الأمم السابقة، وقد ورد في أحاديث الخاصة والعامة بانّ كل ما وقع في الأمم السابقة سيقع في هذه الأمة مثله.