الصيحة من السماء التي وردت أخبار كثيرة على حتميتها، وفي حديث المفضّل بن عمر (رحمه الله) عن الإمام الصادق عليه السلام انّه قال: (يدخل القائم عليه السلام مكة، ويظهر في جنب البيت) فإذا طلعت الشمس وأضاءت، صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين، يسمع من في السماوات والأرضين: يا معشر الخلائق هذا مهديّ آل محمّد (ويسمّيه باسم جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكنّيه، وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن عليّ صلوات الله عليهم أجمعين) بايعوه تهتدوا، ولا تخالفوا أمره فتضلّوا.
فأوّل من يقبّل يده الملائكة ثم الجن ثم النقباء ويقولون: سمعنا وأطعنا، ولا يبقى ذو أذن من الخلائق الاّ سمع ذلك النداء، وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبرّ والبحر، يحدّث بعضهم بعضاً ويستفهم بعضهم بعضاً ما سمعوا بآذانهم.
فإذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربها: يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين، وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية فبايعوه تهتدوا ولا تخالفوا عليه فتضلّوا، فيردّ عليه الملائكة والجنّ والنقباء قوله ويكذّبوه ويقولون له: سمعنا وعصينا، ولا يبقى ذو شكّ ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الاّ ضلّ بالنداء الأخير.(19)
ويظهر أيضاً نداء آخر من السماء قبل ظهور الحجة عليه السلام، في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان، يسمعه جميع سكّان الأرض من شرقها إلى غربها، والمنادي جبرئيل عليه السلام يقول بصوت عالٍ: (الحق مع عليّ وشيعته) وينادي الشيطان عند منتصف النهار وبين السماء والأرض يسمعه كلّ أحد: (الحق مع عثمان وشيعته).
الهوامش
(19) البحار 53: 8/ باب 25.