قال المحدّث الجليل الشيخ حرّ العاملي في إثبات الهداة: انّي كنت في عصر الصبى وسنّي عشر سنين أو نحوها، أصابني مرض شديد جداً حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيّأوا للتعزية، وأيقنوا انّي أموت تلك الليلة.
فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم، وأنا فيما بين النائم واليقظان، فسلّمت عليهم صلوات الله عليهم وصافحتهم واحداً واحداً، وجرى بيني وبين الصادق عليه السلام كلام، ولم يبق في خاطري الاّ انّه دعا لي.
فلمّا سلّمت على صاحب الزمان عليه السلام وصافحته، بكيت وقلت: يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال لي: لا تخف فانّك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك الله تعالى وتعمّر عمراً طويلاً، ثم ناولني قدحاً كان في يده، فشربت منه وأفقت في الحال وزال عنّي المرض بالكليّة وجلست، فتعجّب أهلي وأقاربي ولم أحدّثهم بما رأيت الاّ بعد أيّام.(5)
الهوامش
(5) إثبات الهداة 7: 378/ رقم 165، عنه البحار 53: 274/ الحكاية الثامنة والثلاثون.