إعطاء الصدقة عنه عليه السلام لحفظه في أيّ وقت وبأيّ مقدار كانت، ولابدّ من استجلاب كلّ الوسائل والأسباب التي لها دخل في صحته عليه السلام وعافيته، ودفع البلاء عنه، كالدعاء والتضرّع والتصدّق والتوسّل، لعدم وجود نفس أعزّ ولا أكرم من نفس إمام العصر أرواحنا فداه، بل لا بدّ أن تكون نفسه أعزّ وأحبّ إلينا من أنفسنا، وبخلافه يكون ضعفاً ومنقصة في الدين وخللاً في العقيدة، كما روي بأسانيد معتبرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: لا يؤمن عبد حتى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله، وعترتي أحبّ إليه من عترته…(2)
وكيف لا يكون كذلك والحال انّ وجود وحياة جميع الموجودات، وكذلك دينها وعقلها وصحتها وعافيتها وسائر النعم الظاهريّة والباطنية، انّما هي من بركات وجوده المقدّس ووجود أوصيائه عليهم السلام.
ولما كان ناموس العصر، ومدار الدهر، ومنار الشمس والقمر، وصاحب هذا العالم، وسبب سكون الأرض، وسير الأفلاك، ونظم أمور الدنيا، والحاضر في قلوب الأخيار، والغائب عن عيون الأغيار، هو الحجة بن الحسن صلوات الله عليهما، فلا بدّ لجميع الأفراد الأنانيين، الذين أهمّتهم أنفسهم، وانشغلوا في حفظها وحراستها وسلامتها فضلاً عمّن يعتقدون بأنّ غير وجوده المقدس لا يليق للوجود، ولا يستحق العافية والسلامة، أن يكون غرضهم الأصيل ومقصودهم الأولي، التمسّك بكلّ الوسائل والأسباب المقرّرة والمذكورة التي لها دخل في الصحة والسلامة ودفع البلايا وقضاء الحوائج كالدعاء والتضرّع والتصدّق والتوسّل، من أجل سلامة إمامه، وحفظ وجوده المقدس.
الهوامش
(2) الأمالي للصدوق: 414/ ح 542؛ البحار 27: 76/ ح 4/ باب 4.