قال العالم الفاضل الألمعي علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة: حكى لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسيني انّ أباه عطوة كان به أدرة،(10) وكان زيدي المذهب وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإمامية ويقول: لا أصدقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجيء صاحبكم (يعني المهدي) فيبرئني من هذا المرض.
وتكرر هذا القول منه فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا، فأتيناه سراعاً فقال: الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي، فخرجنا فلم نر أحداً، فعدنا إليه وسألناه فقال: انّه دخل إليّ شخص وقال: يا عطوة فقلت: من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك ممّا بك.
ثم مدّ يده فعصر قروتي(11) ومشى ومددت يدي فلم أر لها أثراً، قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به قلبة(12) واشتهرت هذه القصة، وسألت عنها غير ابنه فاُخبر عنها فأقر بها.
ثم قال الأربلي بعد ذكره لهذه الحكاية وحكاية الهرقلي المتقدّمة:
والأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة، وانّه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها، فخلّصهم وأوصلهم إلى حيث أرادوا، ولو لا التطويل لذكرت منها جملة.(13)
الهوامش
(10) الأدرة: انتفاخ في الخصية. (11) القروة: تمدد جلد الخصيتين. (12) القلبة: الداء الذي ينقلب منه صاحبه على فراشه. (13) كشف الغمة 3: 300؛ والنجم الثاقب: 329.