خروج السفياني من وادٍ يابس ليس فيه ماء ولا كلاء يقع بين مكة والشام، وهو رجل قبيح الوجه على وجهه أثر جدري، ربع، ضخم الهامة، أزرق العينين، اسمه عثمان بن عنبسة من ولد يزيد بن معاوية، ويملك اللعين خمسَ مدنٍ كبيرة: دمشق، وحمص، وفلسطين، والأردن، وقنّسرين.
فيرسل جيوشاً كثيرة إلى الأطراف والنواحي، ويأتي قسم كبير من جيشه إلى الكوفة وبغداد، فيقتل وينهب، ويكثر من سفك الدماء وقتل الرجال في الكوفة والنجف الأشرف، ثم يرسل قسماً من جيشه إلى الشام، وقسماً منه إلى المدينة المطهّرة، وعند وصولهم المدينة يقتلون ويخرّبون الكثير من الدور إلى ثلاثة أيّام، ثم يتوجّهون بعدها إلى مكة لكنّهم لن يصلوا إليها.
أما من ذهب إلى الشام منهم فيظفر بهم جيش الإمام عليه السلام في الطريق فيقتلهم عن آخرهم، ويغنمون كلّ ما كان معهم.
وتعظم فتنة اللعين في أطراف البلاد خاصّة على محبّي وشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام حتى انّ مناديه ينادي: مَن أتى برأس رجل محبّ لعلّي بن أبي طالب فله ألف درهم، فيشي حينئذٍ الناس بعضهم على بعض طلباً للدنيا، حتى انّ الجار يخبر عن جاره بانّ هذا محبّ عليّ بن أبي طالب.
ولمّا يصل الجيش الذي توجّه إلى مكة إلى أرض بيداء _ بين مكة والمدينة _ فانّ الله تعالى يرسل ملكاً إلى تلك الأرض فيصيح: يا أرض انخسفي بهؤلاء اللعناء، فتنخسف الأرض بهم وبما معهم من السلاح والجياد وهم حوالي ثلاثمائة ألف نفر، ولا يبقى منهم الاّ نفران وهما إخوة من الطائفة الجُهَنيّة، وتَقلب الملائكةُ وجهيهما إلى الخلف، ويقولون لأحدهما وهو البشير: اذهب إلى مكة وبشّر صاحب الزمان عليه السلام بهلاك جيش السفياني، ويقولون للثاني وهو النذير: اذهب إلى الشام وأخبر السفياني بهلاك جيشه وأنذره.
فيذهب أحدهما إلى مكة والآخر إلى الشام، فإذا سمع السفياني ذلك يتوجّه من الشام إلى الكوفة ويُفسد فيها كثيراً، وبعد وصول الإمام الحجة عليه السلام يهرب اللعين منها إلى الشام، فيُرسل الإمام عليه السلام جيشاً خلفه فيقتلوا السفياني على صخرة بيت المقدس، ويحزّوا رأسه النحس وتذهب روحه الخبيثة إلى جهنّم وبئس المصير.