حكى العلامة المجلسي في البحار عن جماعة، عن السيد السند الفاضل الكامل ميرزا محمّد الأستر آبادي نور الله مرقده انّه قال: انّي كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شابّ حسن الوجه، فأخذ في الطواف، فلمّا قرب منّي أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه، فأخذت منه وشممته وقلت له: من أين يا سيدي، قال: من الخرابات، ثم غاب عنّي فلم أره.(10)
يقول المؤلف:
قال الشيخ الأجل الأكمل الشيخ عليّ ابن العالم النحرير الشيخ محمّد بن المحقق المدقق الشيخ حسن، بن العالم الربّاني الشهيد الثاني في الدر المنثور في ضمن أحوال والده الأمجد، وكان مجاوراً بمكة حيّاً وميتاً، أخبرتني زوجته بنت السيد محمّد بن أبي الحسن (رحمه الله) وامّ ولده انّه لما توفي كنّ يسمعن عنده تلاوة القرآن طول تلك الليلة.
وممّا هو مشهور انّه كان طائفاً فجاء رجل وأعطاه ورداً من ورد شتى(11) ليست في تلك البلاد ولا في ذلك الأوان، فقال له: من أين أتيت؟ فقال: من هذه الخرابات، ثم أراد أن يراه بعد ذلك السؤال فلم يره.(12)
ولا يخفى انّ السيد الجليل ميرزا محمّد الأستر آبادي المذكور آنفاً صاحب الكتب الرجالية المعروفة وآيات الأحكام المجاور بمكة المعظمة هو أستاذ الشيخ محمّد المذكور، وكان يذكر اسمه كثيراً في شرح الاستبصار بتوقير واحترام، وكانا جليليّ القدر ذوي مقامات عالية، ويحتمل أن تكون هذه الحكاية حدثت لكليهما، ويحتمل الاتحاد وكون الوهم من الراوي لاتحاد الاسم والمكان، والثاني أقرب.
الهوامش
(10) البحار 52: 176/ باب 24. (11) في البحار: (فجاءه رجل بورد من ورد الشتاء). (12) الدر المنثور 2: 212؛ والبحار 53: 297/ الحكاية الخمسون.