الإمام الثاني عشر – الإمام محمد بن الحسن المهدي (ع)

هو الإمام الثاني عشر من الأئمة المعصومين الذين أوجب الله طاعتهم على الخلق أجمعين وهو الإمام المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان.

ولد أبو القاسم محمد بن الحسن، مهدي هذه الأمة وأملها المرتجى الذي يحيي الله به الحق والعدل ويعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. ولد في سنة 255 للهجرة في سامراء ولم يولد لأبيه مولود غيره، وذلك قبل أن تصل الخلافة إلى المهتدي العباسي بشهر تقريباً وتوفى والده (ع) وله من العمر خمس سنوات فأتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً.

فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلا خواص شيعته خوفاً علبه. وقد حضرت ولادته عمة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام.

النصوص الواردة بحقه عليه السلام:

لقد روى أحاديث المهدي (ع) جماعة من محدثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى جماعة من خيار الصحابة كعلي (ع) وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وغيرهم ممن سمعوا الرسول يردد حديث مهدي أهل البيت بين الحين والآخر حسب المناسبات.

ففي صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

وفي مسند أحمد بن حنبل عنه أنه قال (ص): لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

ويعتقد ابن تيمية بصحة الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي (ص) وجاء فيه: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما كلئت جوراً وذلك هو المهدي. وفي حديث له (ص): المهدي من عترتي ومن ولد فاطمة.

وفي رواية عن حذيفة اليمان أن رسول الله (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام يردّ الله به الدين ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا لإله إلا الله، فقام إليه سلمان الفارسي وقال له: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ فقال من ولد ابني هذا وضرب بيده على كتف الحسين.

وفي رواية أخري تنتهي بسندها إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: إن علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني بالحق بالحق بشيراً ونذيرأً إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري وقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: أي وربِّي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الأمر سر من سر الله مطوي عن عباد الله فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله كفر. إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي بشرت بمهدي أهل البيت.

شارك هذه: