الطرق الى ابن عباس في التفسير

ذكر السيوطي تسعة طرق الى ابن عباس في التفسير1، وصف بعضها بالجودة وبعضها بالوهن حسبما يلى:

اولها:وهو من جيدها ـ: طريق معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة الهاشمي عن ابن عباس قال احمدبن حنبل: بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن ابي طلحة. ولو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا، ما كان كثيراقال ابن حجر: وهذه النسخة كانت عند ابي صالح كاتب الليث، رواها معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن ابي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس واخرج منها ابن جرير الطبري، وابن ابي حاتم، وابن المنذر كثيرا، بوسائط بينهم وبين ابي صالح.

وقد غمز بعضهم في هذا الطريق، حيث ان ابن ابي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس قال ابن حبان: روى عن ابن عباس ولم يره، ومع ذلك عده في الثقات2 قالوا: وانما اخذ التفسير عن مجاهد او سعيد بن جبير، واسنده الى ابن عباس راسا، وذلك انه توفي سنة (143) وقد توفي ابن عباس سنة (68)، وما بين الوفاتين (75) سنة، الامر الذي يمتنع معه الرواية عن ابن عباس مباشرة قال الخليلي: واجمع الحفاظ على ان ابن ابي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس3.

وحاول بعضهم رميه بالضعف وسوء الراي والخروج بالسيف ايضا قال يعقوب بن سفيان: ليس محمود المذهب.

قال ابن حجر ـ بصدد رد الاعتراض ـ: اما اسقاط الواسطة فلا ضير فيه بعد ان عرفنا الواسطة وهو ثقة4، لاسيما وقد روى عنه الثقات قال صالح بن محمد: روى عنه الكوفيون والشاميون ـ لانه انتقل الى حمص ـ، قال ابن حجر: ونقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس شيئا كثيرا.

قال: وقد وقفت على السبب الذي رمى به الراي بالسيف، وذلك فيما ذكره ابو زرعة الدمشقي عن علي بن عياش الحمصي، قال: لقي العلا بن عتبة الحمصي على بن ابي طلحة تحت القبة، فقال (على لعلاء): يا ابا محمد، تؤخذ قبيلة من قبائل المسلمين فيقتل الرجل والمراة والصبى، لا يقول احد: اللّه، اللّه! والله لئن كانت بنو أمية أذنبت، لقد أذنبت بذنبها أهل المشرق والمغرب! (يشير بذلك إلى استباحة دماء بني امية من قبل بني العباس يومذاك وانهم يستحقون ذلك، فطائفة منهم بارتكاب جرائم، وطائفة اخرى بالسكوت عما يفعله اخوانهم) ثم قال على بن ابي طلحة: يا عاجز ـ خطابا مع العلاء، لانه كان من اشياع بني امية5 ـ او ذنب على اهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم (يريد بهم بني العباس) ان اخذوا قوما بجرائرهم وعفوا عن آخرين؟!

فقال له العلاء: وانه لرايك؟ قال: نعم. فقال له العلاء: لا كلمتك من فمي بكلمة ابدا انما احببنا آل محمد بحبه، فاذا خالفوا سيرته وعملوا بخلاف سنته، فهم ابغض الناس الينا6.

اذن فلا مغمز فيما يرويه ابن ابي طلحة من تفسير يسنده الى ابن عباس، كما لا ضعف في الاسناد.

قال الخليلي ـ في الارشاد ـ: تفسير معاوية بن صالح قاضي الاندلس عن على ابن ابي طلحة عن ابن عباس، رواه الكبار عن ابي صالح كاتب الليث، عن معاوية7.

قلت: سبب الغمز فيه انه كان متاثرا بمدرسة ابن عباس ـ وهو في حمص من بلاد الشام في تلك الاوساط المتاثرة بنفثات آل امية المعادية للاسلام ـ فكان يحمل ولاء آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  ويعادي اعداءهم، في اوساط ما كانت تتحمله ذلك العهد، ومن ثم الصقت به تهما هو منها براء.

الثاني: ايضا من جيد الطرق ـ: طريق قيس بن الربيع ابي محمد الاسدي الكوفي توفي سنة (168) عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

قال جلال الدين: هذه طريق صحيحة على شرط الشيخين وكثيرا ما يخرج منها الفريابي والحاكم في مستدركه8.

وذكر ابن حجر عن احمد بن حنبل ان قيسا هذا كان يتشيع ولكن قال ابن ابي شيبة: هو عند جميع اصحابنا صدوق وكتابه صالح9.

واما عطاء بن السائب فكان ممن اخلص الولاء لال بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفقا لتعاليم اشياخه سعيد وابن عباس وغيرهما، وله حديث مع الامام على بن الحسين زين العابدين عليه السلام ينبؤك عن مدى قربه لحضرته السنية10.

الثالث:كذلك جيد الطريق ـ: طريق محمد بن اسحاق صاحب السير والمغازي عن محمد بن ابي محمد، عن عكرمة او سعيد ـ هكذا بالترديد ـ عن ابن عباس.

وابن اسحاق معروف بتشيعه كما ذكره ابن حجر في التقريب، وشيخنا الشهيد الثاني في تعليقته على خلاصة الرجال11 قال صاحب الكشف: هو اول من صنف في علم السير، وهو رئيس اهل المغازي12.

قال السيوطي: وهذه طريق جيدة واسنادها حسن وقد اخرج منها ابن جرير وابن ابي حاتم كثيرا وفي معجم الطبراني منها اشياء13.

الرابع: وهو طريق حسن لا باس به ـ: طريق اسماعيل بن عبد الرحمان ابومحمد القرشي الكوفي السدي الكبير، عن ابي مالك وابي صالح، عن ابن عباس وكذلك عن مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود، وناس من الصحابة.

قال جلال الدين: وهذا التفسير يورد منه ابن جرير كثيرا، وكذا الحاكم في مستدركه يخرج منه اشياء، ويصححه، لكن من طريق مرة عن ابن مسعود، دون الطريق الاول.

ويرى صاحب التراث: انه من الممكن جمع نصوص هذا التفسير، واعادة تكوينه من جديد14.

وقال الخليلي ـ في الارشاد ـ: وتفسير السدي يورده باسانيد الى ابن مسعود وابن عباس، وروى عن السدي الائمة مثل الثوري وشعبة لكن التفسير الذي جمعه رواه اسباط بن نصر، واسباط لم يتفقوا عليه قال: غيران امثل التفاسير تفسير السدي15.

كان اسماعيل بن عبد الرحمان السدي16 من الائمة الكوفيين، وكان شديد التشيع هو والكلبي ومع ذلك فقد وثقه القوم، واخرج مسلم عنه احاديث، لانه كان يرجح تعديله على تجريحه17 فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدى: له احاديث يرويها عن عدة شيوخ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق لا باس به18.

وعده الشيخ ابو جعفر الطوسي من اصحاب الائمة: على بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: اسماعيل ابن عبد الرحمان السدي ابو محمد المفسر الكوفي19.

قال المولى الوحيد ـ في التعليقة ـ: وصفه بالمفسر مدح قال المامقاني:

والمتحصل من مجموع ما ذكر بشانه كون الرجل من الحسان20، و قد اعتمده الشيخ في تفسيره (التبيان) كثيرا.

وهكذا عده ابن شهر آشوب من اصحاب الامام زين العابدين عليه السلام21.

وهو الذي روى قصة الاخنس بن زيد، الذي كان قد وطأ جسم الحسين عليه السلام و فعل ما فعل، فابتلى في تلك الليلة بحريق اصابه من فتيلة السراج، فلم تزل به النار، حتى صار فحما على وجه الماء22.

الخامس ـ وهو ايضا حسن ـ: طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ابو خالد المكي من اصل رومي ،احد الاعلام الثقات، فقيه اهل مكة في زمانه23 قال ابن خلكان: كان عبد الملك احد العلماء المشهورين، ويقال: انه اول من صنف الكتب في الاسلام كانت ولادته سنة (80) وتوفي سنة (150) قال: وجريج، بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء وبعدها جيم ثانية24.

قال الخطيب: وسمع الكثير من عطاءبن ابي رباح وغيره وعن احمد بن حنبل، قال: قدم ابن جريج بغداد على ابي جعفر المنصور، وكان صار عليه دين فقال: جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه احد فلم يعطه شيئا.

وعن على بن المديني: نظرت فاذا الاسناد يدور على ستة ـ فذكرهم ـ قال: ثم صارعلم هؤلا الستة الى اصحاب الاصناف، ممن يصنف العلم، منهم من اهل مكة عبد الملك بن عبد العزيز (ابن جريج) وكان قد تعلم على يد عطاء بن ابي رباح، ولزمه سبع عشرة سنة وسئل عطاء: من نسال بعدك؟ فقال:هذا الفتى، يعني ابن جريج، وكان يصفه بانه سيد اهل الحجاز.

وعن احمد بن حنبل: كان ابن جريج من اوعية العلم وقال ابن معين: اصحاب الحديث خمسة، وعد منهم ابن جريج وقال يحيى بن سعيد القطان: كتب ابن جريج كتب الامانة، واذا لم يحدثك عن كتابه لم ينتفع به.

قال احمد: اذا قال ابن جريج: اخبرني وسمعت، فحسبك به قال: الذي يحدث من كتاب اصح، وكان في بعض حفظه ـ اذا حدث حفظا ـ سيء قال ابن معين: ابن جريج ثقة في كل ما روي عنه من الكتاب.

كان ابن جريج و مالك بن انس (امام المالكية) قد اخذا الفقه من نافع ولكن ابن جريج كان مفضلا على مالك فعن احمد بن زهير، قال: رايت في كتاب ابن المديني: سالت يحيى بن سعيد، من اثبت اصحاب نافع؟ قال:ايوب، وعبيد اللّه، ومالك بن انس وابن جريج اثبت من مالك في نافع قلت: ومن ثم كان مالك ينافسه في هذه الفضيلة، وربما كان يرميه بالخلط قال المخارقي: سمعت مالك ابن انس يقول: كان ابن جريج حاطب ليل.

واذا كان مقدما في الفقه عن نافع، فهو مقدم في التفسير عن عطاء بن ابي رباح فقد حدث صالح بن احمد بن حنبل عن ابيه، قال: عمرو بن دينار وابن جريج اثبت الناس في عطاء25.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من فقهاء اهل الحجاز وقرائهم  ومتقنيهم واضاف: وكان يدلس26، لكن بما كان تدليسه؟

روى البخاري في تفسير (سورة نوح) حديثين اخرجهما عن طريق ابن جريج، قال:قال عطاءعن ابن عباس فزعم ابو مسعود ـ في الاطراف ـ ان هذا هو عطاءالخراساني البلخي نزيل الشام وعطاءهذا لم يسمع من ابن عباس، و ابن جريج لم يسمع التفسير من عطاءهذا قال ابن حجر: فيكون27. ومن ثم رموه بانه كان يدلس!

وقد رد ابن حجر على هذا الوهم بما يبرئ ساحة ابن جريج من هذه التهمة، فراجع.

واما حديثه عن ابن عباس فلا ضير فيه بعد ان كان الواسطة ـ وهو ثقة ـ معلوما، الا وهو عطاء بن ابي رباح تلميذ ابن عباس وقد لازمه ابن جريج سبعة عشر عاما يتلقى منه العلم.

اذن فقد صح ما ذكره ابن حبان بشان ابن جريج اولا من كونه ثقة ثبتا متقنا، وان لا منشا للغمز فيه، وبذلك نرى انه كان موضع اعتماد الائمة من اهل البيت ايضا على ما رواه ثقة الاسلام الكليني باسناده الصحيح عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سالت ابا عبد اللّه الصادق عليه السلام عن المتعة، فقال: الق عبد الملك بن جريج فسله عنها، فان عنده منها علما فاتيته فاملى على منها شيئا كثيرا في استحلالها فكتبته، واتيت بالكتاب ابا عبداللّه عليه السلام فعرضت عليه فقال: صدق، واقر به28.

وقد استظهر المولى الوحيد البهبهاني من ذلك كون جريج موضع ثقة الامام عليه السلام، وممن يرى راي الشيعة في فقه الشريعة، ولا سيما ما ذكره ابن اذينة ـ الراوي عن الهاشمي ـ في ذيل الحديث: وكان زرارة بن اعين يقول هذا وحلف انه الحق فهذا من المقارنة الظاهرة بين موضع الرجلين (ابن جريج وزرارة ) في المسالة29.

وهكذا استظهر تشيعه منها كل من المولى محمد تقي المجلسي الاول، والشيخ يوسف البحراني، على ما جافي كلام الحائري30.

وايضا روى الشيخ ابوجعفر الطوسي باسناده الى الحسن بن زيد، قال: كنت عندالامام ابي عبد اللّه عليه السلام اذ دخل عليه عبد الملك ابن جريج المكي، فقال له ابو عبد اللّه: ما عندك في المتعة؟ قال:حدثني ابوك محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه الانصاري، ان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس، فقال: ايهاالناس، ان اللّه احل لكم الفروج على ثلاثة معان: فرج مورث وهو البتات، وفرج غير مورث وهو المتعة، وملك ايمانكم31.

وفي سؤال الامام منه عما لديه في المتعة، دلالة على عنايته به ولطف سابق كما في الاجابة بانه حديث ابيك ظرافة و طرافة اما الرواية عن جابر فلعله تغطية لما عسى القوم ينكرون كيف الرواية عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يدركه! كما فعله الإمام الباقر عليه السلام عند ما واجه إنكار القوم.

ومسالة استحلال المتعة كانت حينذاك من اختصاص خلص الصحابة والتابعين ممن يميلون الى مذهب اهل البيت عليهم السلام امثال ابن مسعود وابى بن كعب وابن عباس وجابر بن عبد اللّه و اضرابهم، فلا غرو ان ينخرط مثل ابن جريج في تلك الزمرة الفائزة، الامر الذي دعا بابن جريج ان يكافح القوم رايا و عملا ايضا فقد ذكر ابن حجر عن الشافعي، قال: استمتع ابن جريج بسبعين امراة، مع انه كان من العباد، وكان يصوم الدهر الا ثلاثة ايام من الشهر32.

هذا و قد وقع في اسناد الصدوق من كتابه “من لا يحضره الفقيه”: ابن جريج عن الضحاك عن ابن عباس، في قضية الناقة التي اشتراها النبى صلى الله عليه وآله وسلم من الاعرابي اربعمائة درهم، فقبضها الاعرابي ولم يسلم الناقة الى النبي، وانكر البيع راسا، حتى جاء علي عليه السلام فقضى قضاه المبرم33 وظاهر الصدوق اعتماده وقد عده الشيخ من اصحاب الامام الصادق عليه السلام34.

نعم ذكر ابو عمرو الكشي: ان محمد بن اسحاق، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن خالد الواسطي، وعبد الملك بن جريج، والحسين بن علوان الكلبي، هؤلاء من رجال العامة، الا ان لهم ميلا ومحبة شديدة35 بالنسبة لال البيت عليهم السلام.

قال المامقاني: لايبعد ان يكون بناء الكشي ـ على كونه عاميا ـ ناشئا من شدة تقيته، فان مثل ذلك كثير في رجال الشيعة36.

السادس: حسن ايضا ـ: طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني قال ابن شهر آشوب: اصله من الكوفة، وكان من اصحاب السجاد37 وقال ابن قتيبة: هو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكان معلما، اتى خراسان فاقام بها مات سنة (102)38.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه احدا من الصحابة، وكان معلم كتاب وقال عبد اللّه بن احمد عن ابيه: ثقة مامون و قال ابن معين و ابو زرعة: ثقة.

قال ابوداود سلمة بن قتيبة عن شعبة: حدثني عبد الملك بن ميسرة، قال: لم يلق الضحاك ابن عباس، انما لقى سعيد بن جبير بالري فاخذ عنه التفسير39.

قال الذهبي: الضحاك بن مزاحم البلخي المفسر، ابو القاسم، وكان يؤدب، فيقال: كان في مكتبه ثلاثة آلاف صبي، وكان يطوف عليهم40.

ونقل المامقاني عن ملحقات الصراح: انه كان يقيم ببلخ وبمرو، وايضا ببخارا وسمرقند مدة، ويعلم الصبيان احتسابا، وله التفسير الكبير والتفسير الصغير41.

وعده الشيخ من اصحاب الامام زين العابدين، قال: الضحاك بن مزاحم الخراساني، اصله الكوفة، تابعي42.

واستظهر المامقاني من عبارة الشيخ هذه كونه اماميا، ولعله من جهة كونه من الكوفة مهد التشيع آنذاك.

نعم روى عنه القمي (على بن ابراهيم بن هاشم) في تفسيره، وقد تعهد في مقدمة التفسير ان لا يروي الا عن مشايخه الثقات43، فقد روى ـ عند تفسير سورة الناس ـ باسناده عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس44 وقد جعل سيدنا الاستاذ الامام الخوئي رضوان الله عليه تبعا للحر العاملي، ذلك دليلا على وثاقة كل من وقع في اسناد هذاالكتاب45.

وانما غمزوا فيه جانب ارساله في الحديث، ولا سيما عن ابن عباس قال ابن حجر في التقريب: صدوق كثيرالارسال46 قلت: لا ضير في الارسال بعد معلومية الواسطة، وكون الرجل صدوقا كما ذكره ابن حجر بشان على بن ابي طلحة الهاشمي.

اذن لا وجه لما ذكره السيوطي: ان طريق الضحاك الى ابن عباس منقطعة، فان الضحاك لم يلقه.

واضاف: فان انضم الى ذلك رواية بشر بن عمارة عن ابي روق عنه، فضعيفة لضعف بشر قال: وقد اخرج من هذه النسخة ابن جرير وابن ابي حاتم كثيرا قال: وان كان من رواية جويبر عن الضحاك فاشد ضعفا، لان جويبرا شديد الضعف متروك ولم يخرج ابن جرير ولا ابن ابي حاتم من هذا الطريق شيئا، وانما اخرجها ابن مردويه وابو الشيخ ابن حبان47.

السابع: طريق صالح، هو طريق ابي الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الخراساني ،المروزي اصله من بلخ وانتقل الى البصرة ودخل بغداد وحدث بها و كان مشهورا بتفسير كتاب اللّه العزيز، وله التفسير المشهور قال ابن خلكان: اخذ الحديث عن مجاهد بن جبر وعطاء بن ابي رباح والضحاك وغيرهم، وكان من العلماء الاجلاء قال الامام الشافعي: الناس كلهم عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير48 توفي سنة (150).

قال احمد بن سيار: كان من اهل بلخ، وتحول الى مرو، وخرج الى العراق توفي بالبصرة سنة (150).

كان تفسيره موضع اعجاب العلماء من اول يومه، غير انهم كانوا يتهمونه بأشياء هو منها براء قال القاسم بن احمد الصفار: قلت لابراهيم الحربي: ما بال الناس يطعنون على مقاتل؟ قال: حسدا منهم له.

فعن ابن المبارك ـ لما نظر الى شيء من تفسيره ـ: يا له من علم، لو كان له اسنادا عن سفيان بن عبد الملك، عنه قال: ارم به، وما أحسن تفسيره، لو كان ثقة!

قال عبد الرزاق: سمعت ابن عيينة يقول: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك، و زعموا انك لم تسمع منه يبادله الحديث ساعات طوال49.

ورماه ابو حنيفة بالتشبيه ولكن لما سأله بعضهم عن ذلك، فقال: بلغني انك تشبه؟ قال: انما اقول: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ 50فمن قال غير ذلك فقد كذب51.

واخرج الخطيب عن القاسم بن احمد الصفار، قال: كان ابراهيم الحربي ياخذ مني كتب مقاتل، فينظر فيهافقلت له ذات يوم: اخبرني يا ابا اسحاق، ما للناس يطعنون على مقاتل؟ قال: حسدا منهم لمقاتل، قال: وقال مقاتل:اغلق على وعلى الضحاك باب اربع سنين.

قال الخطيب: وكان له معرفة بتفسير القرآن، ولم يكن في الحديث بذاك واخرج عن احمد بن حنبل، قال:كانت له كتب ينظر فيها، الا اني ارى انه كان له علم بالقرآن وعن يحيى بن شبل، قال: قال لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قال: قلت: ان اهل بلادنا كرهوه بقي احد اعلم بكتاب اللّه منه وكان عند سفيان بن عيينة كتاب مقاتل، كان يستدل به ويستعين به وقال مقاتل بن حيان ـ لما سئل انت اعلم ام مقاتل بن سليمان ـ: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس الا كالبحر الاخضر (المحيط) في سائر البحور وعن بقية بن الوليد، قال: كنت كثيرا اسمع شعبة وهو يسال عن مقاتل، فما سمعته قط ذكره الا بخير.

ومن طريف ما يذكر عنه ـ وهو حال ببغداد ـ: ان ابا جعفر المنصور كان جالسا ذات يوم، وكان ذباب قد الح عليه يقع على وجهه والح في الوقوع مرارا حتى اضجره فارسل من يحضر مقاتل بن سليمان، فلما دخل عليه قال له: هل تعلم لماذا خلق اللّه الذباب؟ قال: نعم، ليذل اللّه به الجبارين، فسكت المنصور52.

نعم كان الرجل صريحا في لهجته، واسع العلم، بعيد النظر، شديدا في دينه، صلبافي عقيدته وفوق ذلك كان يميل مع مذهب اهل البيت، ذلك المنهج الذي انتهجه اشياخه من قبل، من المتاثرين بمدرسة ابن عباس رضوان اللّه عليه، الامر الذي جعل من نفسه مرمى سهام الضعفاء القاصرين، وكم له من نظير.

يدلك على استقامة الرجل في المذهب، كما يدل على وثاقته واعتماد الاصحاب عليه ايضا، ما رواه ابو جعفر الصدوق باسناده الصحيح الى الحسن بن محبوب ـ وهو من اصحاب الاجماع ـ عن مقاتل بن سليمان عن الامام ابي عبد اللّه الصادق عليه السلام ـ يرفعه الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال: انا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين واو صياؤه سادة الاوصياء ـ ثم جعل يذكر الانبياء واوصياءهم حتى انتهى الى بردة، من اوصياء عيسى بن مريم عليه السلام ـ قال: ودفعها (اي الوصاية) الى بردة، وانا ادفعها اليك يا علي ـ الى قوله ـ ولتكفرن بك الامة، ولتختلفن عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك كالشاذ مني، والشاذ منى في النار، والنار مثوى الكافرين53.

هذه الرواية ان دلت فانما تدل على كون الرجل من اخص الخواص لدى الامام عليه السلام وقد عده الشيخ ابو جعفرالطوسي، من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام54.

وله رواية اخرى، رواها الكليني باسناده الصحيح الى ابن محبوب عنه عن الصادق عليه السلام55.

وعده ابو عمرو الكشي من البترية (الزيدية )56 لكن يبعده ان عقيدته كانت امتدادا لعقيدة ابن عباس.

وبعد، فلعلك تعرف السبب فيما ذكره السيوطي بشانه: الكلبي يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة57 اما الخليلي فقد انصف حيث قال: فمقاتل في نفسه ضعفوه، وقد ادرك الكبار من التابعين والشافعي اشار الى ان تفسيره صالح58.

الثامن ـ ايضا صالح ـ: طريق ابي الحسن عطيه بن سعد بن جنادة، العوفي الكوفي المتوفى سنة (111) قال الذهبي: تابعي شهير59، روى عن ابن عباس وعكرمة و زيد بن ارقم وابي سعيد قال عطية: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات على وجه التفسير، واما على وجه القراة فقرات عليه سبعين مرة وعن ملحقات الصراح: ان له تفسيرا في خمسة اجزاء60 قال ابن عدى: قد روى عن جماعة من الثقات، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعد مع شيعة اهل الكوفة كتب الحجاج الى عامله محمد بن القاسم ان يعرضه على سب على عليه السلام فان لم يفعل فاضربه اربعمائة سوط واحلق لحيته، فاستدعاه فابى ان يسب، فامضى فيه حكم الحجاج ثم خرج الى خراسان، فلم يزل بها حتى ولى عمر بن هبيرة العراق، فقدمها فلم يزل بها الى ان توفي سنة (111) وقال ابن حجر: وكان ثقة ان شا اللّه، وله احاديث صالحة، قال: ومن الناس من لا يحتج به وقال ابن معين: صالح الحديث.

قال ابو بكر البزار: كان يعد في التشيع، وروى عنه جلة الناس وقال الساجي: ليس بحجة، وكان يقدم علياعلى الكل61.

قال السيوطي: وطريق العوفي عن ابن عباس، اخرج منها ابن جرير وابن ابي حاتم كثيرا والعوفي ضعيف ليس بواه وربما حسن له الترمذي62.

قلت: لا قدح فيه بعد ان كان منشا الغمز هو تشيعه لال بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والدفاع عن حريمهم الطاهر ومن ثم فقد اعتمده القوم وراوا احاديثه صالحة وكان عندهم مرضيا.

فقد ذكر ابو عبد اللّه الذهبي ـ في ترجمة ابان بن تغلب، بعد ان يصفه بانه شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته، وقد وثقه ابن حنبل وابن معين وابو حاتم ـ: فلقائل ان يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع، وحد الثقة العدالة والاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟!

قال: وجوابه، ان البدعة على ضربين، فبدعة صغرى كغلو التشيع او كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق.

فلو رد حديثه، لذهب جملة من الاثار النبوية، وهذه مفسدة بينة63.

قال ابن حجر ـ بعد ان ذكر توثيق ابن عدى لابان بن تغلب قائلا: له نسخ عامتهامستقيمة، اذا روي عنه ثقة وهو من اهل الصدق في الروايات، وان كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو في الرواية صالح لا باس به ـ قال ابن حجر: هذا قول منصف، واما الجوزجاني فلاعبرة بحطه على الكوفيين64.

وذكر النجاشي ان عطية العوفي، روى عنه ابان بن تغلب، وخالد بن طهمان السلولي، وزياد بن المنذر (ابو الجارود)65.

قال المحدث القمي: عطية العوفي احد رجال العلم والحديث يروي عنه الاعمش وغيره، وروي عنه اخباركثيرة في فضائل امير المؤمنين عليه السلام، وهو الذي تشرف بزيارة الحسين عليه السلام مع جابر الانصاري يوم الاربعين، الذي يعد من فضائله انه كان اول من زاره بعد شهادته قال: ويظهر من كتاب بلاغات النساء انه سمع عبد اللّه الحسن يذكر خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام في امر فدك66.

ومن مواقفه الحاسمة دون بني هاشم، انه كان راس الفريق الذين انتدبهم ابو عبد الله الجدلي مبعوث المختاربن ابي عبيدة الثقفي في اربعة آلاف لانقاذ بني هاشم ـ وفيهم محمد ابن الحنفية وعبد اللّه بن عباس ـ من دور قد جمع عبد اللّه بن الزبير لهم حطبا ليحرقهم بالنار، ان لم يبايعوا، فدخل عطية بن سعد بن جنادة العوفي مكة، فكبروا تكبيرة سمعها ابن الزبير، فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة، ويقال: تعلق باستار الكعبة، وقال: انا عائذ اللّه فاقبل عطية فاخر الحطب عن الابواب، وانقذهم في تفصيل ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات67.

قال الدكتور شواخ: كان عطية شيعيا وعده الكلبي حجة في تفسير القرآن وهذا التفسير مروي، فقد نقل الطبري من هذا التفسير نقولا استخدمها في (1560) موضعا من تفسيره بالسند التالي: “حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني ابي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن عن ابيه عن جده (عطية بن سعد العوفي) عن ابن عباس” كما استخدم الطبري في تاريخة ايضا نقولا وشواهد من هذا التفسير وقد استخدم الثعلبي السند السابق في كتابه “الكشف والبيان” وهذا التفسير يدخل ضمن الكتب التي حصل الخطيب البغدادي على حق روايتها من اساتذته في دمشق، كما في مشيخته، وتاريخ التراث العربي (1/187ـ 188)68.

وذكر ابو جعفر محمد بن جرير الطبري ـ في المنتخب من ذيل المذيل ـ فيمن توفي سنة (111)، قال: ومنهم عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس ويكنى ابا الحسن قال ابن سعد: اخبرنا سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية، قال: جاء سعد بن جنادة الى على بن ابي طالب عليه السلام وهو بالكوفة فقال: يا امير المؤمنين، انه ولد لي غلام فسمه، فقال: هذا عطية اللّه، فسمي عطية وكانت امة رومية وخرج عطية مع ابن الاشعث هرب عطية الى فارس، وكتب الحجاج الى محمد بن القاسم الثقفي ان ادع عطية فان لعن علي بن ابي طالب عليه السلام والافاضربه اربعمائة سوط واحلق راسه ولحيته فدعاه واقراه كتاب الحجاج، وابى عطية ان يفعل، فضربه اربعمائة سوط وحلق راسه ولحيته فلما ولى قتيبة بن مسلم خراسان خرج اليه عطية، فلم يزل بخراسان حتى ولى عمر بن هبيرة العراق، فكتب اليه عطية يساله الاذن له في القدوم فاذن له، فقدم الكوفة فلم يزل بها الى ان توفي سنة (111) وكان كثير الحديث ثقة ان شاء اللّه69.

التاسع ـ وهو ايضا طريق صالح على الارجح ـ: طريق ابي النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي، النسابة المفسر الشهير عن ابي صالح مولى ام هانئ، عن ابن عباس.

وقد وصفه السيوطي بانه اوهى الطرق، واضاف: فان انضم الى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير، فهي سلسلة الكذب قال: وكثيرا ما يخرج منها الثعلبي70 والواحدي71.

ثم استدرك ذلك بقوله: لكن قال ابن عدى في الكامل: للكلبي احاديث صالحة، وخاصة عن ابي صالح، واخيرا قال: وهو ـ الكلبي ـ معروف بالتفسير، وليس لاحد تفسير اطول ولا اشبع منه72.

قال ابن خلكان: صاحب التفسير وعلم النسب، كان اماما في هذين العلمين73.

قال ابن سعد: كان محمد بن السائب عالما بالتفسير وانساب العرب واحاديثهم، وتوفي بالكوفة سنة (146) في خلافة ابي جعفر المنصور74.

وكان يتشيع عن ارث تليد، وليس طارفا قال ابن سعد: وكان جده بشر بن عمرو وبنوه: السائب وعبيد وعبد الرحمان، شهدوا الجمل مع على بن ابي طالب عليه السلام75.

وللكليني شهادة راقية بشان الكلبي، يذكر قصة استبصاره، ثم يعقبها بقوله: “فلم يزل الكلبي يدين اللّه بحب آل هذا البيت حتى مات”76.

ومن ثم رموه بالضعف تارة وبالابتداع اخرى، ومع ذلك فلم يجدوا بدا من الانصياع لمقام علمه الرفيع، وان يلمسوا اعتابه بكل خضوع وبخوع فقد اعتمده الائمة وجهابذة التفسير والحديث 77.

اما ما الصقوه به من الغلو في التشيع فلا اساس له، وانما وضعوه عليه قصدا لتشويه سمعته، بعد ان لم يكن رميه بمجرد التشيع قدحا فيه فعن المحاربي قال: قيل لزائدة بن قدامة: ثلاثة لا تروي عنهم، ابن ابي ليلى، وجابر الجعفي، والكلبي؟

قال: اما ابن ابي ليلى فلست اذكره، واما جابر فكان يؤمن بالرجعة78، واما الكلبي ـ وكنت اختلف اليه ـ فسمعته يقول: مرضت مرضة فنسيت ما كنت احفظ، فاتيت آل محمد، فتفلوا في في فحفظت ما كنت نسيت79 وعن ابي عوانة: سمعت الكلبي بشيء، من تكلم به كفر قال الاصمعي: فراجعت الكلبي وسالته عن ذلك، فجحده قال الساجي: كان ضعيفا جدا، لفرطه في التشيع80.

هذا، ولكن ابن عدى قال بشانه: له غير ذلك (الذي رموه بالغلو) احاديث صالحة، وخاصة عن ابي صالح، وهو معروف بالتفسير، وليس لاحد اطول من تفسيره قال: وحدث عنه ثقات من الناس ورضوه في التفسير81.

ولابي حاتم هنا كلام غريب، ننقله بلفظه
قال: يروي الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس التفسير، وابو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئا، ولا سمع الكلبي من ابي صالح الا الحرف بعد الحرف، فجعل لما احتيج له، تخرج له الارض افلاذ كبدها!

قال: لا يحل ذكره في الكتب، فكيف الاحتجاج بكلامه82 ومحال ان يامر اللّه نبيه ان يبين لخلقه مراده ويفسره لهم، ثم لا يفعل، بل ابان عن مراد اللّه وفسر لامته ما يهم الحاجة اليه، وهو سننه صلى الله عليه وآله وسلم فمن تت بع السنن، حفظها واحكمها، فقد عرف تفسير كلام اللّه، واغناه عن الكلبي وذويه.

قال: وما لم يبينه من معاني الاي، وجاز له ذلك، كان لمن بعده من امته اجوز وترك التفسير لما تركه رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم احرى ومن اعظم الدليل على ان اللّه لم يرد تفسير القرآن كله، ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم ترك من الكتاب متشابها من الاي، وآيات ليس فيها احكام، فلم يبين كيفيتها لامته، فدل ذلك على ان المراد من قوله: ﴿ِلِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ83 كان بعض القرآن لا كله84.

قلت: هذا كلام ناشئ عن عصبية عمياء كيف يجرا مسلم متعهد ان ينسب الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم انه لم يفسرلامته جميع ما ابهم في القرآن ابهاما، وقد امره تعالى بذلك: وقد اثبتنا فيما قبل ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم بين الجميع اما في ايجاز او تفصيل، ولم يترك شيئا تحتاج اليه امته ـ ومنها فهم معاني القرآن كله ـ لم يبينه لهم، انما عليه البيان كما كان عليه البلاغ.

اما توسع الكلبي في التفسير فامر معقول، بعد كونه ناجما عن توسعه في العلم، وتربيته في مهد العلم كوفة العلماء الاعلام من صحابة الرسول الاخيار وهذا لا يعد عيبا في الرجل.

ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب.

وتفسير الكلبي هذا لا يزال موجودا منعما بالحياة، وقد استقصى الدكتور شواخ نسخه المخطوطة في المكتبات اليوم، منذ نسخته التي كتبت سنة (144) هـ حتى القرن (12)85.

واما ابوصالح ـ ويقال له: باذام او باذان، مولى ام هانئ بنت ابي طالب ـ فقد روى عن علي عليه السلام وابن عباس ومولاته ام هانئ، وروى عنه الاجلاء كالاعمش والسدي الكبير والكلبي والثوري وغيرهم.

قال علي بن المديني عن يحيى القطان: لم ار احدا من اصحابنا تركه، وما سمعت احدا من الناس يقول فيه شيئا.

قال ابن حجر: وثقه العجلي وحده قال: ولما قال عبد الحق ـ في الاحكام ـ: ان ابا صالح ضعيف جدا، انكرعليه ابو الحسن ابن القطان في كتابه86 وقال ابن معين: ليس به بأس وقال ابن عدى: عامة ما يرويه تفسير87.

قلت: ما وجه تضعيفه الا ما ضعف به نظراؤه ممن حام حول هذا البيت الرفيع، اذ من الطبيعي ان مولى ام هانئ اخت الامام امير المؤمنين، وقد كانت كأخيها الامام موضع عناية النبى صلى الله عليه وآله وسلم من اول يومها88، وكانت ذات علاقة بأخيها امير المؤمنين عليه السلام تخلص له الولاء، فلايكون مولاها ـ وهو تحت تربيتها ـ بالذي يختار غير سبيلها المستقيم، فلا غرو اذن ممن لا يعرف ولا لهذا البيت ان يتهم الموالين لهم، واقله الرمي بالضعف!

هذا الجوزجاني يقول: كان يقال له: ذو راي غير محمود!89 نعم غير محمود عندهم، ولا كان مرضيا لديهم، مادام لم ينخرط في زمرتهم من ذوي الراي العام.

وبعد، فقد تفرد ابن حبان بان اباصالح باذان لم يسمع عن ابن عباس كيف لم يسمع منه وهو معه في زمرة على مع سائر اوليائه الكرام!

قال ابن سعد: ابوصالح، واسمه باذام، ويقال: باذان، مولى ام هانئ بنت ابي طالب، وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس، ورواه عنه الكلبي محمد ابن السائب، وايضا سماك بن حرب واسماعيل بن ابي خالد90.

واما محمد بن مروان بن عبد اللّه الكوفي، السدي الصغير، فقد روى عن جماعة من اهل العلم كالاعمش ويحيى بن سعيد الانصاري ومحمد بن السائب الكلبي واضرابهم وروى عنه الكثير من الاعلام كالاصمعي وهشام بن عبيد اللّه الرازي ويوسف بن عدى وامثالهم مما ينبؤك عن موضع الرجل، وانه موضع الثقة من ائمة الحديث.

وقد ضعفه كثير من اصحاب التراجم91 على ديدنهم في التحامل على الكوفيين، على ما اسلفنا، سوى ان محمد بن اسماعيل البخاري لم يضعفه صريحا، اذ لم يجد الى ذلك سبيلا، واكتفى بان لا يكتب حديثه قال:محمد بن مروان الكوفي، صاحب الكلبي، سكتوا عنه، لا يكتب حديثه البتة92 وقال النسائي: متروك الحديث93.

وقد عده ابن شهر آشوب من اصحاب الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، قال: ومحمد بن مروان الكوفي، من ولدابي الاسود94، ولعله من جهة البنت وكذا عده الشيخ من رجال الباقر عليه السلام95، لكن وصفه بالكلبي نسبة الى شيخه محمد بن السائب وفي الكشي ـ في ترجمة معروف بن خربوذ ـ رواية عن محمد بن مروان ـ ولعله السدي ـ تدل على ملازمته للامام الصادق عليه السلام عند ما كان يقدم عليه المدينة، او عند ما كان الامام مبعدا الى الحيرة في العراق96.

واما التفسير الذي يحمل عنوان “تفسير ابن عباس” باسم “تنوير المقباس”97، فقد ذكروا انه من جمع الفيروزآبادي صاحب القاموس، لكنه بنفس الاسناد الذي وصفه السيوطي بانه سلسلة الكذب حسب تعبيره.

واليك بعض الكلام عنه
تفسير ابن عباس

هناك تفاسير منسوبة الى ابن عباس، منها: ما رواه مجاهد بن جبر ذكره ابن النديم في الفهرست بروايتين:احداهما عن طريق حميد بن قيس، والاخرى عن طريق ابي نجيح يسار الثقفي الكوفي، توفي سنة (131) يرويه عنه ابنه ابويسار عبد اللّه بن ابي نجيح، وعنه ورقا بن عمر اليشكري98.

وهذا الطريق صححته الائمة واعتمده ارباب الحديث وقد طبع اخيرا باهتمام مجمع البحوث الاسلامية بباكستان سنة (1367)هـ ق99، وقد مر شرحه في ترجمة مجاهد.

الثاني: تفسير ابن عباس عن الصحابة، لابي احمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي المتوفى سنة (332) وهذا ذكره ابو العباس النجاشي، قال: الجلودي الازدي البصري ابو احمد شيخ البصرة واخباريها، وكان من اصحاب ابي جعفر الباقر عليه السلام وجلود: قرية في البحر، وقيل: بطن من الازد قال: وله كتب ذكرها الناس ـ وعدها اكثر من سبعين كتابا ـ وذكر منها الكتب المتعلقة بابن عباس مسندة عنه، منها: كتاب التنزيل عنه، وكتاب التفسير عنه، وكتاب تفسيره عن الصحابة100.

الثالث: تفسير ابن عباس الموسوم  بـ”تنوير المقباس” من تفسير عبد اللّه بن عباس، في اربعة اجزاء، من تاليف محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس (729 ـ 817)101 وقد طبع مكررا، وفي هامش الدر المنثور ايضا.

والسند في اوله هكذا: اخبرنا عبد اللّه ـ الثقة ـ ابن المامون الهروي، قال: اخبرنا ابي، قال: اخبرنا ابو عبد اللّه، قال: اخبرنا ابو عبيد اللّه محمود بن محمد الرازي، قال: اخبرنا عمار بن عبد المجيد الهروي، قال: اخبرنا على بن اسحاق السمرقندي، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن ابي صالح، عن ابن عباس102.

غير ان علي بن اسحاق بن ابراهيم الحنظلي السمرقندي، قال ابن حجر: مات في شوال سنة (237)103 واما محمد بن مروان السدي الصغير، فقد توفي سنة (186) وعليه فيكون تحمله عنه في حال الصغر جدا104.

وسائر رجال السند مجهولون، كما لم يات تصريح باسم الجامع الذي يقول: “اخبرنا عبد اللّه الثقة”، هل هو الفيروز آبادي صاحب القاموس ام غيره؟ وانما ذكره الحلبي في كشف الظنون 105 وسار خلفه (سائر اصحاب التراجم).

وعلى اي تقدير فان هذا التفسير الموجود يعتبر مجهول السند ومجهول النسبة الى مؤلف خاص، فضلا عن مثل ابن عباس.

هذا ولا سيما بعد ملاحظة متن التفسير، حيث لا يعدو ترجمة الفاظ القرآن ترجمة غيرمستندة ومختصرة الى حد بعيد، مما يبعد كونه من تفسير حبر الامة وترجمان القرآن.

على ان للكلبي، وكذا للسدي الصغير، تفسير جامع وموضع اعتبار لدى الائمة على ما اسلفنا، فلو كانا هما الراويين لهذا التفسير لكان فيه شي من آثارهما، وعلى تلك المرتبة من الجلالة والشان.

كما ان الماثور من ابن عباس، على ما جمعه الطبري وغيره، لا يشبه شيئا من محتوى هذا التفسير الساذج جد، مثلا يقول: عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُعام وقديكون خاصا ﴿اتَّقُواْ رَبَّكُمُ اطيعوا ربكم ﴿الَّذِي خَلَقَكُم بالتناسل106 وهلم جرا.

والذي يبدو لنا من مراجعة هذا التفسير ان جامعه عمد الى تفسير القرآن تفسيرا ساذجا في حد ترجمة بسيطة ،تسهيلا على عموم المراجعين، وهذا امر مطلوب ومرغوب فيه شرعا ولكنه صدر كل سورة برواية عن ابن عباس، تيمنا وتبركا باسم ترجمان القرآن ولم يقصد ان كل ما ورد في تفسير السورة من تفسيره بالذات، الامر الذي اشتبه على الاكثر، فزعموه تفسيرا مستندا الى ابن عباس في الجميع وهذا وهم اوهمه ظاهر التعبير، فليتنبه.

*التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، الشيخ محمد هادي معرفة،  من منشورات الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، ط1، ص268-297.


1- راجع: الاتقان، ج4، ص 207 ـ 209.
2- تهذيب التهذيب، ج7، ص 340.
3- الاتقان، ج4، ص 207.
4- المصدر نفسه.
5- قال الذهبي: كان فيه لين اخذ عن خالد بن معدان و عمير بن هانئ (ميزان الاعتدال، ج3 ،ص 103) و قد تركه ابن حجر اما عمير بن هانئ فكان ممن ولاه الحجاج قضا الكوفة، وكان يرى البيعة ليزيد بن الوليد هجرة ثانية بعد الهجرة الى اللّه ورسوله (الميزان، ج2 ،ص 297) واما خالد بن معدان فكان من فقهاء الشام وكان يروي عن معاوية بن ابي سفيان (تهذيب التهذيب، ج3، ص 118)، وقد حيكت حوله خرافات وأوهام، وانه كان اصبعه يتحرك بالتسبيح حين وضع على المغتسل
6- تهذيب التهذيب، ج7، ص 340.
7- الاتقان، ج4، ص 207.
8- الاتقان، ج4، ص 208.
9- تهذيب التهذيب، ج8، ص 394.
10- معجم رجال الحديث للامام الخوئي، ج11، ص 145، رقم 7688.
11- تاسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد الصدر، ص 233 و راجع: التقريب، ج2، ص 144،رقم40.
12- كشف الظنون، ج2، ص 1012.
13- الاتقان، ج4، ص 209.
14- تاريخ التراث العربي، ج1، ص 191 ـ 192 معجم مصنفات القرآن الكريم، ج2، ص 165.
15- الاتقان، ج4، ص 208.
16- كان يقعد في سدة باب الجامع في الكوفة فسمي بذلك توفي سنة127.
17- قيل كان يتناول الشيخين تهذيب التهذيب، ج1 ص 314.
18- تهذيب التهذيب لابن حجر، ج1، ص 314.
19- رجال الطوسي، ص 82، رقم5، و ص 105، رقم19، و ص 148، رقم105.
20- تنقيح المقال، ج1، ص 137، رقم861.
21- المناقب، ج4، ص 177.
22- بحار الانوار، ج45، ص 321 ـ 322.
23- ميزان الاعتدال للذهبي، ج2، ص 659 رقم 5227.
24- وفيات الاعيان، ج3، ص 163، رقم 375.
25- تاريخ بغداد، ج10، ص 400 ـ 407.
26- تهذيب التهذيب، ج6، ص 406.
27- المصدر نفسه، ج7، ص 213 ـ 214.
28- الكافي الشريف، ج5، ص 451، رقم6 و راجع: الوسائل، ج18، ص 100، رقم5.
29- راجع: التعليقة (هامش رجال الاسترابادي )، ص 215.
30- راجع: تنقيح المقال للمامقاني، ج2، ص 229.
31- تهذيب الاحكام، ج7، ص 241، رقم 1051/ 3، باب 23 و راجع: الوافي، ج12، مج3 ،ب 52، من النكاح، ص 52.
32- تهذيب التهذيب، ج6، ص 406.
33- من لا يحضره الفقيه، ج3، ص 61، رقم2.
34- رجال الطوسي، ص 233، رقم 162.
35- رجال الكشي (ط نجف ) ص 333، رقم248 ـ 252.
36- تنقيح المقال، ج2 (ط1)، ص 229، رقم7493.
37- المناقب، ج4، ص 177.
38- المعارف، ص 201 ـ 202.
39- تهذيب التهذيب، ج4، ص 454.
40- ميزان الاعتدال، ج2، ص 325.
41- تنقيح المقال، ج2، ص 105 / 5832.
42- رجال الطوسي، ص 94.
43- التفسير، ج1، ص 4.
44- التفسير، ج2، ص 450.
45- معجم رجال الحديث، ج1، ص 49 و ج9، ص 145 ـ 146.
46- تقريب التهذيب، ج1، ص 373 / 7.
47- الاتقان، ج4، ص 208.
48- وفيات الاعيان، ج5، ص 255، رقم 733 قال شواخ: و توجد قائمة بالتفاسير الثابتة التي اخذت من هذه التفاسير عند مسينون و كان هذا التفسير احد مراجع الثعلبي في كتابه “الكشف والبيان” و قد حصل الخطيب البغدادي في دمشق على اجازته و روايته كما في مشيخته و قداستخدمه الطبري في تفسيره و في تاريخه وقد حققه الدكتور شحاتة، وهو في رواية ابي صالح الهذيل بن حبيب الدنداني الذي كان يعيش في سنة (190) ه وقد اضاف هذا في بعض المواضيع في نص مقاتل من اسانيد بعض الاخرين راجع: معجم مصنفات القرآن الكريم، ج2، ص 170، رقم1007.
49: الصمد
50- تهذيب التهذيب، ج10، ص 280.
51- المصدر نفسه، ص 281 ـ 282.
52- تاريخ بغداد، ج13، ص 160 ـ 169 و ابن خلكان، ج5، ص 255، رقم 733.
53- من لايحضره الفقيه، ج4، ص 129 ـ 130، باب 27 / 1.
54- رجال الطوسى، ص 138، رقم49 و ص 313، رقم 536.
55- روضة الكافي، ج8، ص 233، رقم308.
56- رجال الكشي، ص 334، رقم 252.
57- الاتقان، ج4، ص 209.
58- المصدر نفسه، ص 208.
59- ميزان الاعتدال، ج3، ص 79 ـ 80 رقم 5667.
60- تنقيح المقال للمامقاني، ج2، ص 253، رقم 7941.
61- تهذيب التهذيب، ج7، ص 224 ـ 226.
62- الاتقان، ج4، ص 209.
63- ميزان الاعتدال، ج1، ص 5.
64- تهذيب التهذيب، ج1، ص 93.
65- رجال النجاشي (ط حجرية )، ص 7 و 110 و 121.
66- سفينة البحار، ج2، ص 205 و اما الزيارة فقد نقلها السيد امين في اللواعج، ص 237 ـ238 عن كتاب بشارة المصطفى لعماد الدين الطبري.
67- الطبقات، ج5، ص 74 ـ 75 في ترجمة محمد ابن الحنفية (ط ليدن1322 ه).
68- معجم مصنفات القرآن الكريم، ج2، ص 162، رقم 997.
69- منتخب ذيل المذيل، ص 128 الملحق بالجز الثامن من تاريخ الطبري (ط القاهرة1358 ه).
70- هو ابو اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري و قد اعتمده اكابر المفسرين امثال الزمخشري و الطبرسي و غيرهما قال القمي: كان يتشيع، او لم يكن يتعصب كما يتعصب اقرانه توفي سنة 427 او 437 (الكنى و الالقاب، ج2، ص 131).
71- هو ابو الحسن على بن احمد النيسابوري استاذ عصره و واحد دهره، و كان النظام يكرمه ويعظمه توفي سنة468 (الكنى و الالقاب، ج3، ص 277).
72- الاتقان، ج4، ص 209.
73- وفيات الاعيان، ج4، ص 309، رقم634.
74- الطبقات، ج6، ص 249 (ط ليدن ).
75- المصدر نفسه و تهذيب التهذيب، ج9، ص 180.
76- الكافي الشريف، ج1، ص 351،رقم 6.
77- تهذيب التهذيب، ج9، ص 178 رقم 266.
78- بماذا يفسر منكروا الرجعة، قوله تعالى: (و اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بياتنا لايوقنون و يوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون ) النمل / 82 ـ 83. ما ذاك اليوم الذي تخرج الدابة لتكلمهم و لتلزمهم الحجة، و قد وقع القول عليهم؟ ج7، ص 234 ـ 235). و ما ذاك اليوم الذي يحشر من كل امة فوج؟ و قد صرح المفسرون بان ((من )) هنا للتبعيض (الفخر، ج24، ص 218). في حين ان يوم الحشر الاكبر هو اليوم الذي يحشر فيه الناس جميعا (و حشرناهم فلم نغادر منهم احدا) الكهف:47، قال تعالى: (و يوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات و من في الارض الا من شا اللّه و كل اتوه داخرين ) النمل:87.
79- هذا كلام من اعمته العصبية الجهلا، كيف يستنكر ذلك بشان آل محمد الطيبين الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حسبما رواه الفريقان و اتفقت عليه كلمة الائمة الثقات قال ابو نعيم:فبصق رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه و دعا له فبرا حتى كان لم يكن به وجع (حلية الاوليا، ج1 ،ص 62، رقم4 ). و هذا من فضل اللّه على عباده المخلصين، يجيب دعاهم و يجعل الشفا على يديهم رحمة منه على العباد.
80- تهذيب التهذيب، ج9، ص 179 ـ 180.
81- النحل: 44
82- تهذيب التهذيب، ج9، ص 180.
83- في الاية، رقم44 من سورة النحل.
84- كتاب المجروحين لابن حبان، ج2، ص 255.
85- معجم مصنفات القرآن الكريم، ج2، ص 166 ـ 169، رقم1005.
86- تهذيب التهذيب، ج1، ص 416.
87- ميزان الاعتدال، ج1، ص 296.
88- راجع: الاصابة لابن حجر، ج4، ص 503.
89- تهذيب التهذيب، ج1، ص 417.
90- الطبقات، ج6، ص 207 (طليدن ).
91- تهذيب التهذيب، ج9، ص 436، رقم 719.
92- كتاب الضعفا للبخاري، ص 105، رقم340.
93- كتاب الضعفاء و المتروكين للنسائي، ص 94، رقم538.
94- المناقب، ج4، ص 211.
95- رجال الطوسي، ص 135، رقم4.
96- رجال الكشي، ص 184، رقم88.
97- طبع مرارا و على هامش الدر المنثور ايضا.
98- الفهرست لابن النديم، ص 56.
99- راجع: معجم مصنفات القرآن الكريم للدكتور شواخ، ج2، ص 160، برقم 994.
100- فهرست مصنفي الشيعة للنجاشي، ص 168.
101- الذريعة الى تصانيف الشيعة لاغابزرگ الطهراني، ج4، ص 244.
102- هامش الجز الاول من الدر المنثور، ص 2.
103- تهذيب التهذيب، ج7، ص 283.
104- فلو فرض ان السمرقندي عاش سبعين عاما، فيكون حين وفاة السدي الصغير تحت العشرة.
105- كشف الظنون، ج1، ص 502 و راجع: الذريعة، ج4، ص 244.
106- اول سورة النساء (الدرالمنثور ـ الهامش، ج1، ص 233).

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *