تشرف و كرامة للسيد بحر العلوم قدس سره

اللقاء بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
الحكاية الثانية عشر : (تشرف و كرامة للسيد بحر العلوم قدس سره الشريف)
المصدر: كتاب جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة

الحكاية الثانية عشرة بهذا السند عن ناظر أموره في أيام مجاورته بمكة قال: كان رحمه الله مع كونه في بلد الغربة منقطعا عن الاهل والاخوة، قوي القلب في البذل والعطاء، غير مكترث بكثرة المصارف، فاتفق في بعض الايام أن لم نجد إلى درهم سبيلا فعرفته الحال، وكثرة المؤونة، وانعدام المال، فلم يقل شيئا وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار، فيجلس في القبة المختصة به، ونأتي إليه بغليان فيشربه، ثم يخرج إلى قبة أخرى تجتمع فيها تلامذته، من كل المذاهب فيدرس لكل على مذهبه.
فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوته في أمسه نفود النفقة، وأحضرت الغليان على العادة، فاذا بالباب يدقه أحد فاضطرب أشد الاضطراب، وقال لي: خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان، وقام مسرعا خارجا عن الوقار والسكينة والآداب، ففتح الباب ودخل شخص جليل في هيئة الاعراب، وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها، في نهاية الذلة والمسكنة، واشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.
فقعدا ساعة يتحدثان، ثم قام فقام السيد مسرعا وفتح الباب، وقبل يده وأركبه على جمله الذي أناخه عنده، ومضى لشأنه، ورجع السيد متغير اللون وناولني براة، وقال: هذه حوالة على رجل صراف، قاعد في جبل الصفا واذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه.
قال: فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف، فلما نظر إليها قبلها وقال: علي بالحماميل فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: ريال فرانسه، يزيد كل واحد على خمسة قرانات العجم وما كانوا يقدرون على حمله، فحملوها على أكتافهم، وأتينا بها إلى الدار.
ولما كان في بعض الايام، ذهبت إلى الصراف لاسأل منه حاله، وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافا ولا دكانا فسألت عن بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف، فقال: ماعهدنا في هذا المكان صرافا أبدا وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان، وألطاف ولي الرحمان.
وحدثني بهذه الحكاية الشيخ العالم الفقيه النحرير المحقق الوجيه، صاحب التصانيف الرائقة، والمناقب الفائقة، الشيخ محمد حسين الكاظمي المجاور بالغري أطال الله بقاه، عمن حدثه من الثقات عن الشخص المذكور.

 

شارك هذه:

ألقي نظرة أيضا على:

مكاشفة ثانية للسيد بحر العلوم قدس سره

اللقاء بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الحكاية الحادية عشر : (مكاشفة ثانية للسيد …